الأربعاء، 8 أغسطس 2012

رحلة الاحلام ( 6 ) - بقلم د/ حنان حسن عيسى - NLP


مازلنا في رحلتنا صوب جزيرة الأحلام نبحر بنشاط والأمل يحدونا في أن نصل لغايتنا التي ننتظرها منذ زمن بعيد ، ومازال أمامنا مجموعة بسيطة من المحطات علينا أن نعبرها حتى نصل إلى شاطئنا بسلام .
هذه المحطات عبارة عن اسئلة تعرفنا على معظمها في مرات سابقة ( في زاوية بحور النفس ) ومازلنا نتطلع إلى الباقي منها
السؤال السابع :. من أنت ؟ وبتعبير آخر ماهي هويتك ؟ وهذا السؤال يمكنك ان تطبقه على الافراد وعلى المؤسسات .
وسنبدأ بتوضيح المقصود بهذا السؤال على الجانب الفردي ،
لنفترض ان هناك مُعلمة تريد ان تزيد دخلها بان تفتح مشروعاً فعرضت عليها إحدى صديقاتها فكرة عمل مشروع خاص بالأزياء النسائية واقنعتها بأن هذا المشروع مربح للغاية وبعد دراسة الجدوى تأكد لهذه المعلمة ان هذا المشروع مربحاً للغاية ولكن هناك ما هو أهم من الربح المادي فعليها قبل ان تبدأ في هذا المشروع ولكي تتأكد من انها بالفعل سيمكنها ان تشعر بالراحة والسعادة اثناء مضيها قدما في تنفيذ خطواته وكذلك لتتأكد من قدرتها على الاستمرار في مشروعها وتطويره – ( خاصة انها هي من ستدير المشروع بنفسها ) –
لذا عليها ان تضع في اعتبارها ما يلي :.
1- عندما تنشغل بإنشاء مشروعها فهذا يعني انها ستقضي ساعات كثيرة خارج منزلها ولديها اطفال صغار مازالوا يعتمدون عليها اعتماداً كليا .
 2- ربما تسقط من حسابها بعض المشاريع الأخرى فقد كانت تفكر في التعمق في دراسة الكمبيوتر من خلال دراسته على الانترنت وكذلك كانت تحلم بإنتاج مجلة لمدرستها فهي تحب القراءة والكتابة والبحث بشدة والمجلة ستكون تجسيد لهوايتها المفضلة .
3- ربما احتاج الأمر منها لكي ينجح مشروعها ان تترك وظيفتها وهي في حاجة إليها وفي نفس الوقت لا تستطيع في الوقت الحالي ان تعين مديراً لهذا المشروع .
لذلك على هذه المعلمة قبل  ان تبدأ في مشروعها ان تطرح على نفسها هذا السؤال " ماهو اكبر شئ يمكن لهذا المشروع ان يحققه لها ؟ " وربما كانت الاجابة مال اكثر او خبره في مجال الازياء  
والذي لا يمثل اهتمامها الأول وهو العلم والقراءة والكتابة .
وهذا يعني ان هذه المعلمة لن تكون سعيدة بدرجة كافيه ولن تحقق ذاتها من ذلك المشروع وقد يكون هناك مشاريع اخرى قريبة الصلة باهتماماتها الأوليه عليها ان تبحث عنها وتختار من بينها ما يناسب ظروفها اكثر ويناسب اهتماماتها وطموحها .
ونفس الشئ ينطبق على المؤسسات فبعضها قد يود التوسيع في اعماله فيتنبى مشاريع تختلف كل الاختلاف عن مجال تخصصها الرئيسي .
ولا يعني هذا ان لا يقدم الانسان – او المؤسسة – على مشروع بعيداً عن تخصصه الدراسي ولكن أهم شئ ان يتأكد من ان هذا المشروع يتماشى اولاً مع قيمه الاساسية في الحياة وانه سيجد فيه ذاته ويستعين بخبراء متخصصين في مجال هذا المشروغ في حالة افتقاده للخبرة المطلوبة .
ولنتذكر جميعا القانون الذهبي الذي علينا ان نطبقه قبل الشروع في عمل أي مشروع " لا خاب من استخار ولا ندم من استشار " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق