الجمعة، 10 أغسطس 2012

رسالة للأباء والأمهات - بقلم د / حنان حسن عيسى


   أخوتي وأخواتي في الله
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة مباركة من عند الله تعالى ...
 .. وبعد ..
                         

اكتب لكم هذه الرسالة على عجل , وما دفعني إلى كتابتها هو القصة التالية :
جاءتني طالبة من تطلب استشارتي في أمر هام وسأطلق عليها أسم " منيرة "
قالت والدموع تنهمر من عينيها : " دكتورة أنا أريد الانتحار وأحب شاب وأنوي مقابلته " ..
وبعد أن هدأت من روعها سألتها عن السبب الذي من أجله تريد الانتحار فقالت لي : " أمي لا تحبني وأبي كذلك " فسألتها : " ألا يفعلون لك أي شي ألا يقدمون لك الطعام والشراب والملابس ويهتمون بتعليمك " فأجابت : " نعم ولكني لم أسمع منها أبدا كلمة " أحبك" أو " يا حبيبتي " لم يحدث أن قبلني أبي أو عانقتني أمي أنهما لا يجلسان معي ولا يستمعان إلي ولا يعرفان ماذا يهمني وماذا يفرحني وماذا يحزنني أما الشاب الذي أحبه فهو يقدم لي ما حرمني منه الاثنان " ..

فقلت لها سأقص عليك تجربة أجراها علماء النفس سيفيدك سماعها كثيرا , لقد احضر العلماء مائة أم وأب وسألوا الجميع هل تحبون " أبناءكم وبناتكم " فأجاب الجميع بنعم ثم سأل العلماء أبناء وبنات هؤلاء الآباء والأمهات قائلين : هل يحبكم أبناءكم وأمهاتكم , فقال بعضهم : " نعم يحبوننا " وقال البعض الآخر : " لا يحبوننا " وقال فريق ثالث : " أننا نشك في ذلك " ..


ثم طرحت سؤالا على جليستي قائلة : " أتعرفين يا حبيبتي ما هو سر اختلاف إجابة الآباء عن إجابة الأبناء , قالت "لا أدري" قلت : " السر في ذلك " يكمن فيما نسميه " رسالة الحب كل الآباء والأمهات يحبون أبناءهم وبناتهم وكثير من أفعالهم تدل على ذلك ولكنهم لا يرسلون رسالة الحب لهم والتي تصل من خلال ما يلي :
1-    كلمة أحبك , حبيبي , حبيبتي .
2-    الربت على الكتف أو اليد .
3-    المسح على الرأس .
4-    العناق –( مع المراهقين  والمراهقات يكون بخفة أي بدون  تماس جسد الأم مع الأبن وجسد الأب مع البنت ).
5-    القبلة .
6-    النظرة الحانية في عين البنت أو الابن .
7-    الجلوس معهم والاستماع إليهم .
8-    مشاركتهم اهتماماتهم من خلال الحديث عنها , واللعب معهم أو الاشتراك في نشاط واحد .
9-              منحهم هدايا بسيطة من وقت لآخر عندما يتقدموا في دراستهم .
10-                       التشجيع والثناء والتقديرعند التصرف بشكل حسن .
11-                       إلقاء الضوء على أي تحسن يحدث في سلوكياتهم .
12-                       غض الطرف أحيانا عن الأخطاء البسيطة .
13-                       إذا اخطأوا لنعاتبهم في الخفاء بعيدا عن الآخرين .
14-                       ملاحظة سلوكياتهم والأهتمام بتعليمهم .
15-                       تعليم الأبناء والبنات الحلال والحرام ومايصح ومالا يصح وإلزامهم بذلك قدر
               المستطاع .
وفي الختام لقد بذلت مع منيرة كل جهدي من أجل مساعدتهم ووفقني الله تعالى في ذلك , والسؤال الآن هل تود أن ترى ابنتك أو ابنك يواجه نفس المصير ؟ .
مع تحيات
المستشارة النفسية
د/ حنان حسن عبد الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق