الجمعة، 10 أغسطس 2012

درب مشاعرك - بقلم د \ حنان حسن عيسى


نحتاج لكي نسير بآمان في هذه الحياه ولنتمكن من تحقيق اهدافنا وتفجير طاقتنا الكامنة ان نتعلم كيف نتحكم في مشاعرنا ، فمعروف علميا ان الانفعالات الشديده سواء كانت فرح او حزن تمثل خطوره على الانسان وربما سمعنا عن قصة انسان مات من شدة الفرح او الغم وافضل اسلوب يحمينا من اضرار الانفعالات الحادة بشقيها هو ان نذكر الله تعالى فنحمده في جميع حالاتنا ثم ندرب انفسنا على التحكم في مشاعرنا خاصة السلبي منها .
فالمشاعر تشبه الجواد الجامح ان تركتها بلا قيود انطلقت بلا حدود وربما آذت صاحبها . والمتأمل في احداث ومواقف الحياة يجد انه مهما كان بعضها طيب ولطيف الا اننا لانعدم ان نمر بحدث يثير غضبنا – كأن يهيننا احد السفهاء – او حدث اخر يتمثل في مرض انسان عزيز مما يصيبنا بالام والشعور بالمرارة او حدث ثالث يبرز على هيئة وفاة شخص غالٍ يهمنا امره يقودنا – ان لم نكن مستعدين لمواجهته – إلى الشعور ببراكين من الحزن الجارف . ومثل تلك المشاعر الجارفة قد تؤدي بحياة الانسان او ربما تسبب في فقده لاحدى حواسه او تقضي مضجعه فلا يعرف النوم له طريقا في مسائه ، ولا تدرك الراحة لها درباً في صباحه ، والاعظم من كل ذلك انه قد يُغضب الله تعالى بفعل او قول ينم عن الجزع او عدم الرضا بقضائه سبحانه . لذلك علينا جميعا ان ندرب عقولنا ومشاعرنا على انه مهما حدث من امور مُحزنه او مؤلمة اننا سنقابلها بقلب راضي بقضاء الله تعالى وقدره ، سنمسك ألسنتنا ونأخذ انفاساً عميقة ثم نسجد للرحمن الرحيم وندعوه باسمائه الحسنى ان يقف بجانبنا وعندها تأكد انه وبلا ادنى شك سيكون سبحانه وتعالى بجانبك ينزل عليك صبره وسكينته ويُحفك بملائكته الكرام فتكون في معيته جل وعلا ، فلا تنطق عند نزول البلاء إلا  بما يرضيه سبحانه " إنا لله و إنا إليه راجعون ، اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها " وبذلك تضمن باذن الله تعالى ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخره " إنما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب " صدق الله العظيم ويعجبني في هذا المقام قصة رمزية لتاجر من الصيني كان يخشى على ماله من الضياع وعلى احبائه من الموت فأبتكر تمرينا عقليا لطيفا ,  كل يوم وقبل ان ينام يتخيل ان هناك ناراً كبيرة ابتلعت كل ماله واهله واحبائه  ولم يبق على وجه الارض إلا هو ، وحيداً شريدا بلا مآوى وبلا طعام ، وبعد ان يستسلم لقضاء الله وقدره يرى ان هناك احد افراد جيرانه قد خرج سليما من النار ومعه بعض الطعام فيحمد الله تعالى انه لن يعيش على هذه الارض وحيداً فهناك من سيؤنس وحدته ، وبعد قليل يرى أحد افراد عائلته خارجاً من النار معافاً من الاذى فيزداد حمداً لله تعالى ، وكلما مر الوقت خرج له شخص ثالث ورابع إلى ان يعود اغلب افراد اسرته ومعهم اغلب ماله الذي فقده فلا يبقى في النار إلا فرد واحد فعندها شعر بعظيم فضل الله تعالى عليه ويسجد شاكراً لأنعمه . ويمكنك انت ايضا ان تقوم بنفس التمرين وبدلاً من النار استبدلها بسحابة لطيفة وزيادة على ما تقدم قل لنفسك التالي :. لقد سمعت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال " اشد الناس بلاء الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالأمثل " وانه " اذا احب الله تعالى عبدا ابتلاه " او كما قال عليه السلام وعظم البلاء يدل على عظم مكانتك عند الله تعالى عليك فقط ان تصبر وتحتسب وتركز على ان تستعد انت ايضا لملاقاة الله تعالى بالاكثار من الاعمال الصالحة وبالتوبة من المعاصي فالموت يأتي بغته . واخيرا تذكر ان اي الم يصيبك حتى الشوكة تشاكها ستكون سببا في تكفير سيئاتك وزيادة حسناتك ورفع درجاتك كما علمنا رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم والدنيا كما علمنا عبارة عن رحلة اختبار قصيرة بعدها حياة ابدية اما في  الجحيم – اعاذنا الله منها جميعا او في جنات النعيم جعلنا الله تعالى من ساكينها .... آمين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق