في يوم من ذات الأيام اعتقد محمد الفاتح وهو طفل صغير أنه
يستطيع أن يفتح القسطنطينية التي استعصت على أعظم الملوك ، واستطاع بالفعل أن
يفتحها وعمره حوالي ثلاثة وعشرين عاماً ، واعتقد أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه
يستطيع قيادة أعظم الجيوش الأسلامية وعمره سبعة عشر عاماً تقريباً وتحقق اعتقاده !
وأنت ماذا تعتقد في نفسك ؟ وفي الحياة من حولك ؟
الاعتقادات هي القوانين التي نحيا بها ، إنها تشكل
نماذجنا العقلية ، والمبادئ التي تبدو لنا وكأنها هي التي تحكم العالم تعتمد على
خبراتنا وتجاربنا .
واعتقاداتنا عن الحياة والناس والأحداث ليست حقائق ،
تعتقد أن أغلب الناس طيبين أو العكس ولديك اعتقاد عن نفسك ( ناجح ، فاشل ، حنون ،
متعاون ، كسول ، سئ الحظ ، متفائل ، .... ) .
لدينا جميعاً اعتقادات عن " ماهو ممكن " ، و
" ماهو غير ممكن " فربما تعتقد أنك تستطيع في يوم من الأيام أن تصبح
مديراً للمؤسسة التي تعمل بها بينما يعتقد زميلك والذي على نفس درجتك الوظيفية أنه
من المستحيل بالنسبة له أن يصبح حتى رئيساً لقسمه . قد تعتقدي أنك قادرة على حصولك
على شهادة الدكتوراه بينما تعتقد أُختك أن أقصى ما يمكنها الحصول عليه هو شهادة
البكالوريس .
وكل منا لديه ميل لأن يثبت أن اعتقاده صحيحاً – مهما آذاه هذا الاعتقاد
وحد من نجاحه – فقد تسمع طالباً يقول لصديقه : " ألم أقل لك أن هذا المعلم لا
ينوي بنا خيراً ويريدنا أن نرسب جميعاً وهاهو يعطينا إختباراً من أصعب ما يمكن
" وربما تسأل زميله الجالس بجواره فيقول لك " على العكس الامتحان سهل
ولكن أخر سؤال صعب " .
وهناك امور في الحياة لا تتأثر باعتقاداتنا عنها هل حدث
أن رأيت في يوم من الأيام أُناس يطيرون في الهواء لأنهم لا يعتقدون في قانون
الجاذبية الأرضية ؟!! هل سبق أن سمعت عن بعض الأفراد الذين ألقوا بأنفسهم في نار
مشتعله ولم تحرقهم النار لأنهم لا يعتقدون في قوتها على الأحراق ؟!!
إذن فهناك قوانين في الطبيعة لا تتأثر باعتقادانا عنها .
وأكثر ما يؤثر في اعتقادك هو نفسك ودرجة نجاحك وعلاقاتك
فالذي يعتقد أنه لا يستطيع النجاح بسبب ظروفه الصعبة
وأنه غير محبوب سيكن له ما اعتقد ، أما الذي يعتقد أنه مهما كانت الظروف والتحديات
فإنه ناجح بعون الله تعالى ومشيئته فسيحصل على النتيجة التي توقعها مهما طال به
الزمان .
إن الذي يعتقد أنه لا يوجد أحد من البشر يستحق أن يثق به
وأنه غير محبوب سيتصرف بطريقه معينه ليحصل على ما اعتقد والعكس صحيح . إن
اعتقاداتنا تشكل عالمنا الاجتماعي من حولنا .
والآن اسأل نفسك الأسئله التالية :
1- ماذا تعتقد عن نفسك ؟
2- ماذا تعتقد عن الناس ؟
3- ماذا تعتقد عن الحياه والظروف ؟
راجع اعتقاداتك وانظر هل تدفع للأمام ام للخلف ؟
وتذكر الحديث القدسي الكريم والذي جاء فيه " أنا
عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء "
وكما قال عليه الصلاة والسلام " تفاءلوا بالخير
تجدوه " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق