الجمعة، 10 أغسطس 2012

أين يتجه تركيزك ؟ - بقلم د / حنان حسن عيسى



كما تتأرجح الأيام بين سعاده وشقاء وراحة وعناء تتأرجح أيضاً علاقاتنا فصديقك الذي تعرفه منذ أكثر من عشر سنوات والذي تعده رمزاً للوفاء فجأه تحدث بينك وبينه مشكله تجد نفسك بعدها عازفاً عن رؤيته ، لا تطيق سماع اسمه ، وزوجتك التي تكن لها كل معاني الحب والتقدير تجد نفسك شاعراً بالضيق والخنق تجاهها وذلك بعد حدوث مشادة كلامية بينكما ، وبلدين شقيقين يكن كل منهما الإعزاز والتقدير للأخر فجأة يتعاركان ويتبادلان الإهانات بسبب عدد ضئيل من الافراد ينتمي لكلا البلدين ارتكب بعض الاخطاء في حق الأخر ، ورغم ان هذا العدد لايمثل حتى واحد على الف من تعداد السكان إلا انه يثير من المشاكل والضغائن ما  يعكر صفو البلدين ويزيد النار اشتعالاً بعضا من شياطين الإنس والذين تحلو لهم حدوث المشكلات والفتن فيصبوا الوقود على النار لتزداد اضطراما . والسؤال الآن لماذا تحدث مثل تلك الخلافات بين الافراد والشعوب رغم مابينهما من حب والفه ومودة وتاريخ طويل من التعاون والا خوة ؟
يجيبنا على هذا السؤال معرفتنا ببعض العمليات العقيلة التي تتم في المخ البشري ؛ وسنوضحها من خلال مثال الصديقين المختلفين فقبل الاختلاف كانت علاقتهما جيدة ولكن بعد ان نشبت بينهما مشكلة حدثت عملية عقلية وهي تسمى " الالغاء " لقد الغى كل منهما تاريخ الصداقة الطويل ، ثم حدثت العملية الثانيه وهي عملية " التركيز " ، فقد ركز كل منهما على المشكله التي حدثت ثم يجئ دور العملية العقلية الثالثه وهي عملية " التعميم " لقد عمم الصديقان المشكلة فأصبحت تمثل كل العلاقة بينهما بحيث اصبح كل منهما لايرى إلا تفاصيل المشكله ولا يسمع إلا صداها ولا يشعر إلا بألمها . وبالتالي تحدث قطيعة بين الاثنين وربما تولدت مشاكل اكثر واكثر : واذا كانت بعض العمليات العقلية تقود لمثل هذا الأمر فإذن ما الحل ؟ .. على كل طرف من اطراف المشكله ان يقف وقفه عادلة مع نفسه : ليقل كل منهما لنفسه صحيح حدثت مشكله ولكنها لاتمثل كل العلاقة بيننا لنسترجع مامضى من علاقتنا الطيبة معا ، ثم نعفو ونسامح ، ولانترك للشيطان فرصة ليُخرب مابيننا من اخوة ومحبة وليتلمس كل منا العذر للآخر ولسان حاله يقول : " عندما وقعت المشكلة ربما كان صديقي متعباً او مريضاً او لديه مشاكل لا أعلمها ربما اسئت إليه دون أن أقصد ، ربما له عذر لا أعلمه ولأُذكر نفسي بوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في العفو والتسامح والصلح فكما قال عليه السلام " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ، فلأذهب إليه واسامحه وامد له يدي بالسلام فالأقوى هو الذي يسامح اسرع " . لنكف عن التعميم السلبي ولنطبق العمليات العقلية السابقه بشكل ايجابي لنلغي السلب ونتغاضى عنه ونركز على الايجابيات ولنعممها ونكبرها في أذهلننا ولنتذكر قوله تعالى " ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنهُ وليُ حميم " صدق الله العظيم ( 34 / فصلت ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق